26‏/08‏/2009

أمــــــــــــــى

أمــــــــــــــــــــــــي كان لأمي عين واحدة وقد كرهتها لأنها كانت تسبب لي الإحراج, وكانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل العائلة... وذات يوم وأنا في المرحلة الابتدائية جاءت امى لتطمئن على وأحسست بلاحراج ... تجاهلتها ورميتها بنظرة مليئة بالكراهية ... وفى اليوم التالي قال لي احد التلاميذ في الفصل : أمك بعين واحدة اووووووه وحينها تمنيت أن ادفن نفسي وان تختفي امى من حياتي ... في اليوم التالي واجهتها قائلا: لم لا تموتين ؟؟؟؟؟ لقد جعلت منى أضحوكة بين زملائي ولكنها لم تجب... لم أكن مترددا فيما قلت ولم أفكر في كلامي لاننى كنت غاضبا جدا ولم أبالى بمشاعرها , وأردت مغادرة المكان ... درست بجد وحصلت على منحة دراسية في سنغافورة, وفعلا ذهبت للدراسة ثم تزوجت واشتريت بيتا, وأنجبت أولادا وكنت سعيدا في حياتي... وفى يوم من الأيام أتت امى لزيارتي , ولم تكن قد راتنى منذ سنوات , ولم تر أحفادها أبدا , وقفت امى على الباب واخذ اولادى يضحكون على عينها , وعندما رايتها صرخت فيها : كيف تجراتى واتيت لتخيفي اطفالى ؟ اخرجي الآن , أجابت بهدوء : ( آسفة اخطات العنوان على ما يبدو ... ) واختفت ... وذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني لجمع الشمل العائلي , كذبت على زوجتي وأخبرتها اننى سأذهب فى رحلة عمل , وبعد الاجتماع ذهبت إلى بيتنا القديم الذي كنا نعيش فيه للفضول فقط , وكانت المفاجأة اخبرني الجيران أن امى قد توفيت ... لم اذرف دمعة واحدة وقام الجيران بتسليمي رسالة من امى : ( ابني الحبيب لطالما فكرت بك ... آسفة لمجيئي إلى سنغافورة وإخافة أولادك... كنت سعيدة جدا عندما سمعت انك سوف تأتى للاجتماع , ولكنى قد لا ستطيع مغادرة السرير لرؤيتك ... آسفة لاننى سببت لك الإحراج مرات ومرات في حياتك ... هل تعلم ؟ لقد تعرضت لحادث عندما كنت صغيرا وفقدت إحدى عينيك وكاى أم لم استطع أن أتركك تكبر بعين واحدة ولذا أعطيتك عيني وكنت سعيدة وفخورة جدا لان ابني يستطيع رؤية العالم بعيني ... مع حبي ) ... ما رأيك أخي الشاب بهذه القصة... أحبابي الشباب عليكم ببر الوالدين ... واحذروا عقوقهما وتذكروا فضلهما عليكم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق